الجسد والروح
صفحة 1 من اصل 1
الجسد والروح
خلق بدن ابن آدم من الأرض وروحه من ملكوت السماء وقرن بينهما، فإذا أجاع
بدنه وأسهره وأقامه في الخدمة وجدت روحه خفة وراحة فتاقت إلى الموضع الذي
خلت منه، واشتاقت إلى عالمها العلوي• وإذا أشبعه ونعمه ونومه واشتغل
بخدمته وراحته، أخلد البدن إلى الموضع الذي خلق منه فانجذبت الروح معه
فصارت في السجن، فلولا أنها ألفت السجن لاستغاثت من ألم مفارقتها
وانقطاعها عن عالمها الذي خلقت منه كما يستغيث المعذب• وبالجملة فكلما خف
البدن لطفت الروح وخفت وطلبت عالمها العلوي، وكلما ثقل وأخلد إلى الشهوات
والراحة ثقلت الروح وهبطت من عالمها وصارت أرضية سفلية، فترى الرجل روحه
في الرفيق الأعلى وبدنه عندك، فيكون نائما على فراشه وروحه عند سدرة
المنتهى تجول حول العرش• وآخر واقف في الخدمة ببدنه، وروحه في السفل تجول
حول السفليات، فإذا فارقت الروح البدن التحقت برفيقها الأعلى أو الأدنى،
فعند الرفيق الأعلى كل قرة عين وكل نعيم وسرور وبهجة ولذة وحياة طيبة،
وعند الرفيق الأسفل كل همّ وغم وضيق وحزن وحياة نكدة ومعيشة ضنك، قال
تعالى: ''ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا''• (سورة طه: الآية 124)
بدنه وأسهره وأقامه في الخدمة وجدت روحه خفة وراحة فتاقت إلى الموضع الذي
خلت منه، واشتاقت إلى عالمها العلوي• وإذا أشبعه ونعمه ونومه واشتغل
بخدمته وراحته، أخلد البدن إلى الموضع الذي خلق منه فانجذبت الروح معه
فصارت في السجن، فلولا أنها ألفت السجن لاستغاثت من ألم مفارقتها
وانقطاعها عن عالمها الذي خلقت منه كما يستغيث المعذب• وبالجملة فكلما خف
البدن لطفت الروح وخفت وطلبت عالمها العلوي، وكلما ثقل وأخلد إلى الشهوات
والراحة ثقلت الروح وهبطت من عالمها وصارت أرضية سفلية، فترى الرجل روحه
في الرفيق الأعلى وبدنه عندك، فيكون نائما على فراشه وروحه عند سدرة
المنتهى تجول حول العرش• وآخر واقف في الخدمة ببدنه، وروحه في السفل تجول
حول السفليات، فإذا فارقت الروح البدن التحقت برفيقها الأعلى أو الأدنى،
فعند الرفيق الأعلى كل قرة عين وكل نعيم وسرور وبهجة ولذة وحياة طيبة،
وعند الرفيق الأسفل كل همّ وغم وضيق وحزن وحياة نكدة ومعيشة ضنك، قال
تعالى: ''ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا''• (سورة طه: الآية 124)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى